Tuesday, October 2, 2007

محمد الدرينى واحمد



محمد الدرينى واحمد


الان فقط احس اننى مدفوع للكتابة على هذه المدونة ..الان فقط لكن الكلمات تأبى ان تخرج فانا لا اجيد كتابة المراثى.. فماذا لو كان المرثى والراثى شخص واحد ..

عندما اعتقلوا محمد الدرينى كان اول خاطر طرأ لى اننى انا الذى اعتقلت .. فالرجل نفسه هو الذى انزلنى هذه المنزلة كان يحدثنى دوما عن موقع احمد منى ومنه.. كنت احبه واحترمه وهو يبادلنى نفس المشاعر رغم اننا كنا نتصارع على محبة ابن واحد هو احمد الدرينى

احب احمد محبتى لعلى ابنى و"على الامام" لكن عند الكتابة عنه اجدنى عاجزا رغم انه امطرنى ويمطرنى يوميا بوابل من مشاعره وكلماته

احمد هو صديق فى مرتبة الابن هو اول عنقود الاحبة فى الصحافة مثلما هو اول عنقود ابوه فكيف اكتب عن اعتقال الدرينى الكبير كيف لى ان اكتب عن رجل هو فى منزلة النفس منى لاننا تجمعنا على ابوة ابن واحد هو احمد

الكلمات تقف عاجزة لا تكاد تبارح رأسى حتى تفر منى ..كنت انا خلال الشهر الماضى الذى اهرب منها لفرط مشاغلى كنت اريد انا اكتب عن عمال المحلة وانتصارهم ..عن التعذيب وكلاب الداخلية..عن التوريث وازمة الصحافة ..عن ابراهيم عيسى وقضاياه .. لكننى كنت اجدنى مكتفيا بما افعله من خلال البديل كنت دوما احاول تبرير تقصيرى بانشغالى لكنى هذه المرة لم احتمل السكوت فخانتنى الكتابة جزاءا وفاقا

لا املك الان الا ان انقل لكم مشاعر احمد ليلة اعتقال ابيه.. بعدها بساعة تحديدا ربما كنت انا اول الذين علموا او اول الذين حزنوا

اترككم مع احمد ومشاعره بينما اواصل انا مسيرة عجزى عن الكتابة


اعتذرا إلي أبي الذي اعتقلوه منذ قليل
دعني أعتذر إليك أبي فأنا الذي أخرت عزومتي لك علي الافطار في الخارج يوما إضافيا

لم أكن أعلم أن لأمن الدولة رأيا آخرا بشأن عزومتي لك علي الافطار خارج المنزل،كي نتحدث في بعض الأمور المهمة الخاصة بمستقبلي أعتذر إليك في محبسك..فأنا الذي أخرت الموعد يوما صدقني لم يخبرني أحد من أمن الدولة أنهم سيقبضون عليك الليلة ربما هي لفتة طيبة من العادلي ومبارك،خصوصا أن مخزون جيبي يحتضر..نهاية الشهر كما تعرف وأنا مسرف بالطبع

أعذرني عزيزي محمد الدريني، وادع لي من سجنك،فإنهم يقولون أن دعوة المظلوم لا ترد

أنا لا أخاف هذه المرة مثل المرات السابقة إذ أن الضباط_حسب شهادة الكثيريين_ لايعذبون الا بعد الإفطاروهو ما سيقلص من فترات الجلد والصعق الكهربائي وانت مدرب علي هذا منذ المرة السابقة..فلا تبتأس أبي فقط أستأذنك أن أخفي علي مازن الأمر فامتحان الشهر علي الابواب..وكما تعلم فإن الصف السادس الابتدائي يحتاج الي الكثير من التركيزفضلا عن المفاجأة التي كان بصدد إعدادها لك هذا الوغد الصغيرلقد رسم لك صورة كبيرة،بعدما اشتري من مصروفه مجموعة ألوان مائية جديدة كانت ستسرك كثيرا هذه الصورة لكن حتما سيأتي يوم ما تري فيه رسمة مازن وأتم عزومتي لك

حافظ علي صيامك في معتقلات الداخلية يارجل ولا تفكر في المنبهات والسجائروأنا بدوري سأدخر مبلغ العزومة إلي أن تخرج فقط لا تتأخر بالداخل فمازن سألني في الصباح:أين أبي فنظرت إليه مبتسما وقلت له كان هنا منذ قليل

2 comments:

خلود صلاح said...

:s
نقول ايه؟!!
مش مالكين للاسف غير الصبر

علي حيدر النويسندي said...

كم أتمنى لو كنت انا محمد الدريني

ليكون لي الشرف بإتهماني بأن إمامي علي بن لبي طالب

ومذهبي جعفري

هنيئا لك هذه المنزله يا " محمد الدريني"

 
eXTReMe Tracker