Friday, April 18, 2008

الى مدونتى.. وخديجة مالك

لا ادرى لماذا احسست بالشوق للكتابة على المدونة من جديد رغم طحنة انشغالى فى البديل ..لفترة طويلة هجرت مدونتى ..نافذتى الى الحياة وقت ان انسدت فى وجهى نوافذ التعبير الاخرى ..هل هى محاولة لاثبت لنفسى اننى ما زلت ابن اصل ..احن الى المدونة رغم ان لدى نوافذ تتسع بعرض جرائد عدة الان ..وقت انسداد الافق كانت كل النوافذ تغلق فى وجهى وبمجرد ان بدأت اعود هرول الجميع نحوى لكنى قررت ان اتركهم جميعا واعود الى الحضن الذى احتوانى لحظة ضعفى ..ربما هناك سببا اخر ان لدى الان ما احتاج الى قوله حتى ولو اختلفت مع فكر اصحابه ..الى كل من دفعوا الثمن فى الايام الاخيرة اهدى هذه التدوينة الى اسراء عبد الفتاح ونادية مبروك ومحمد الشرقاوى وكل المعتقلين فى احداث المحلة ..لكن اخص هديتى الى المحكوم عليهم من الاخوان وابنائهم ربما لانهم اكثر من اختلف معهم فى الرؤية ..ربما تتوحد الاهداف لكن الرؤى ابدا لن تتوحد الا اذا ترك احدنا معسكره

إلى خديجة وزهراء وعائشة .." أنتم الأعلون "


صباح الخير يا خديجة .. شدى حيلك
إزيك يا أستاذ خالد
عاملين إيه ؟
تعبانين قوى
هكذا جاء رد خديجة حسن مالك متعبا وواهنا وأنا اتصل بها للإطمئنان على حالهم بعد الحكم القاسى الذى صدر بحق والدها وحق خيرت الشاطر ..كان الرد متوقعا خاصة أن الحكم جاء مواكبا لصدور حكم ببراءة جميع المتهمين فى قضية قرب الدم الفاسدة دون ان يقول لنا احد من إذن المسئول عما حدث أم اننا جميعا كنا نعيش فيلما من نوع الكوميديا السوداء ؟!..الا اننى رغم كل شىء كنت أنتظر خديجة أخرى , كنت انتظر تلك الفتاة التى وقفت قوية فى نقابة الصحفيين يوم رأيتها أول مرة تروى وقائع القبض على والدها وسرقة خزينة بيتهم - وهى الواقعة التى لا احد يعرف حتى الأن مصير التحقيق فيها - ..كنت انتظر اليمامة بنت الجليلة فى حرب البسوس تقف وتقول " ابى لا مزيد أريد ابى عند بوابة البيت ..فوق حصان الحقيقة منتصبا من جديد .. ولا أطلب المستحيلا لكنه العدل "

وكانها أحست بما يدور داخلى فأكملت خديجة : ماما تعبانة أوى يا أستاذ خالد , من امبارح الدكتور عندها وبنحاول ننزل الضغط ما بينزلش إدعى لنا وخلى الناس تدعيلنا .

لا أدرى لماذا تهاوت قواى وأنا اسمع كلامها .. لم أعرف خديجة مالك الى الحد الذى يجعلنى أ نفعل معها الى هذه الدرجة .. لكننى عرفت الظلم وعرفت كيف لفتاة فى عمرها أن توضع فى مواجهة حياة صعبة , بينما أبوها يواجه حكما باطلا من محكمة استثنائية بالسجن بعد أن حيل بينه , وبين المثول أمام قاضيه الطبيعى أما الأم فلم يحتمل فلبها الصدمة وكان علي الفتاة الصغيرة ذات العشرين ربيعا ان تحمل العبء ، عبء اب غائب وام لم تحتمل الصدمة ، وعبء حسابات سياسية بين النظام و الاخوان لم تكن يوما طرفا فيها .
هل هزمتك امك يا خديجة الي هذا الحد ، هذه السيدة التي وقفت بالامس قوية و صلبة امام المحكمة العسكرية ، كان ابنها قد تم خطفه من امامها ولم يرحمها جنود الامن المركزي المدججون بالعصي والدروع و قاموا بدفعها بعنف ، بينما وقفت لتعلن للجميع " الازمة اللي بيعمل فينا كده بني جلدتنا مش اعدئنا " كان الحكم لم يصدر بعد فهل تري تغير موقفك سيدتي بعد الحكم علي شريك حياتك ، ام ما زلت قادرة علي التعامل مع هذا النظام القادر الفاجر علي انه ليس عدوا .
هل هزمتك حسابات جماعة والدك يا خديجة ؟ مثلما هزمت المتضامنين معه بعد ان تخلي الاخوان كعادتهم دائما عن مساندة حركات المطالبة بالحقوق سواء في اضراب الاساتذة او اضراب 6 ابريل ؟
ولكن يظل الموقف المبدئي اننا نرفض محاكمة المدنيين امام المحاكم العسكرية و يظل حقك وحق والدك علينا ان نعلن رفضنا لما حدث لكم وله .
اليك انت يا خديجة والي والدتك والي زهراء وعائشة الشاطر ، والي كل اشقائكم وشقيقاتكم المظلومين بفعل حسابات سياسية لم يكونوا طرفا فيها ، وبفعل معارضة هشة افتقدت حتي الحس السياسي لرفض مثل هذه المحاكمات ولو بمنطق البرجماتية السياسية " أكلت يوم اكل الثور الابيض " نحن معكم رغم خذلان جماعة ابائكم للجميع ، نحن معكم ومع حقكم في اختيار رؤية جديدة لها - ولو لم تعجبنا- وكل املي ألا تؤثر الاحكام الاخيرة عليكم وعلي رؤيتكم وتدفعكم لاختيار بديل اكثر تشددا .. ولتدركوا انكم تتعاملون مع نظام غبي ، نظام شاخ علي مقاعده ولم يبق لديه الا غل العجائز بينما افتقد حكمتهم فلا تجاروه .. اليك يا خديجة وزهراء وعائشة لا تهنوا ولا تحزنوا ، فانتن ببراءتكن " الاعلون"


 
eXTReMe Tracker