Friday, October 22, 2010

جريمة علام وجريمة اليوم السابع

بقدر فجيعتي في موقف نقابة الصحفيين من قضية الزميل علام عبد الغفار كانت صدمتي وفجيعتي من موقف جريدته التي لم تكلف نفسها حتى بنشر خبر سجنه وكأنها تداري على شيء وكأن الجريدة أبت ألا تتواطأ مع المتواطئين ..ظللت ابحث عن اسم علام عبد الغفار في اليوم السابع فلم أجد إلا أخبار قام بنشرها أما الخبر الأخطر في حياته خبر حرمانه من حريته لأنه قرر أن يكون صحفيا باليوم السابع فلم أجده إلا في الأهرام ..وكأن الجريدة ترسل رسالة للجميع أن علام يستحق ما حدث له ..وأمام الغموض الذي أكتنف الموقف كان لابد أن أبحث عن الحقيقة فلم أسمع إلا كل إشادة ب علام وبنشاطه وموهبته ..الحقيقة أن علام أخطأ لكنه خطأ جميعنا عرضة له في ظل غياب الحرية ومنع تداول المعلومات وفي ظل عدم وجود قوانين في مصر تنظم حرية تداول المعلومات وتجبر الجهات الرسمية على كشف مستنداتها .
حكاية علام لمن لا يعرف ..حكاية كل صحفي مجتهد يبحث عن مستندات تدعم موقفه في بلد لا يحترم الحرية ولا يعتني بتوثيق ما يقول ..بلد الغلبة فيه للجعجعة والصوت العالي بعد أن تم منعنا من حقنا في الحصول على المعلومات فكان نصيبه أن يجاور طلعت مصطفى في الزنزانة مدة تماثل الحكم في تحريضه على قتل سوزان تميم..علام عبد الغفار لمن لا يعلم دست عليه مستندات مزورة قام بنشرها وقامت صحيفته التي امتنعت عن مساندته حتى الآن بنشر التصحيح ..فتم محاسبته على المشاركة في تزوير المستندات ..وهو خطأ أكرر جميعنا معرض للوقوع فيه في ظل غياب قانون لحرية تداول المعلومات.
هذه هي الحكاية .وهي تجسيد حقيقي وصارخ لغياب حرية الصحافة في مصر لصالح حرية الكلام ..تجسيد حقيقي للصحافة التي يريدها النظام ..صحافة الزعيق والكلام التخين لا صحافة المعلومات التي تسندها القوانين وتحميها .. وأعتقد أن علام أدرك الدرس جيدا وفي المرة القادمة لن يورط نفسه في البحث عن مستندات تؤكد صحة موقفه وربما نراه يوما ما- إذا قدر له أن يجد من يسانده في أزمته - نجما لفضائيات الزعيق والجعجعة تلتف حوله الكاميرات وتفتح له أبواب المؤسسات والمنظمات التي أبت أن تسانده عندما حاول أن يكون صحفيا وكفى .

 
eXTReMe Tracker